كَيف تؤثر اللغة في شَخصيتك ؟
كَيف تؤثر اللغة في شَخصيتك ؟

يميل بَعض مُتعلمين ومتحدثين اللغات المُختلفة – سواءاً لُغتين أو أكثر – للإعتقاد بأنهم مُتعدد الشَخصيات أيضاً والبَعض الآخرى مِنهم يجهل تَماماً هذه الفِكرة عَن ذاته ، وهذه حَقيقة أثبتتها الدِراسات فِعلياً
وسأذكر مِثال بَسيط وكيف ستَختلف فِيه شخصيتك وردة فِعلك بإستخدام اللغة فقط :
قَابلت والد صَديقك على الطريق وُهو مُتحدث أصلي لِلُغة الإنجليزية الأمريكية طَريقتك في تحيته سَتكون أكثر أُلفة ومودة وبصوت عالي وحتى أن مُناداتك لَه سَتكُون بأسمه وحَين يَحدُث ذَات الموقف لك ولكن والد صَديقك مُتحدث أصلي للغة اليابانية سَتكُون تحيتك له أكثر إحتراماً وبصوت مُنخفض وليس مِن السهل مُناداته بأسمه الأول مِثل الموقف السابق بالرُغم مِن أنك الشَخص ذَاته فقط السياق هُو إختلف فما اللذِي حدث ؟
وذلك يَعود لِعدة أسباب عندما نتحدث بِلُغتنا الأُم نتبنا تِلقائياً شَخصية مُجتمعنا وثقافتنا والمُصلطحات التَي نستخدمها فِي ثقافتنا ( وطريقة كلامنا وإستخدامنا للكلمات يؤثر بِشكل كَبير على طريقة تَفكيرنا ) و على عَكس تَحدُثنا بِلُغة آخرى
فَعند تَغيير تحدُثك من لُغتك الأم إلى لُغة آخرى تَتغير شَخصيتك تلقائياً وبُدون وعَي مِنك والأسَباب كَثيره وإحداها كما ذَكرت سَابقاً هِي أن طريقة كلامنا ونبرة أصواتنا والكلمات المُستخدمة تؤثِر بِشكل كَبير على طريقة تفكيرنا فتغييرك من لُغة إلى آخرى هُو تغيير تلقائي لِطريقة تفكيرك دُون أن تُدرك
وبالطبع مِن الأسباب ثقافة الشعُوب ذاتها وتَعلم اللغات مِن تَعلم الثقَافات الآخرى ، فكلما إِنغمست بِشكل أكبر فِي الثقافات كُلما ما تَتشكل صُورتك عن تِلك الثقافة واللغة بِشكل أدق فتبدأ تختلف شَخصيتك تِلقائياً
بالتأكيد بأن تعلم عِدة لُغات وثَقافات مُختلفة لا تَجعلك مُتجرد مِن هويتك أو ثَقافتك العربية ولا تَجعلك تَرمي بِمُعتقداتك وما تؤمِن بِه جَانِباً بِمُجرد تَحدُثك بِلُغة آخرى وإِنغماسك بثَقافة آخرى وإنما تجعلك تميل لأن تكتشف صِفات مُختلفة فِي نفسك كُنت تَجهلها عن نفسك وستكون واضحه لك عند تحدثك باللغات الآخرى
ولكن يَكُون السؤال هل مُتتعددِ الثقافات واللُغات فِعلاً مُتعدد الشَخصيات ؟
لأن نُكون دِقيقين أكثر للإجابة على هذا السؤال مِن الأفضل أن نقول مُتعددي اللغات لَهم جَوانب مُختلفة فِي شَخصياتهم تجعلهم يميلون سَريعاً للأندماج بِثقافة اللُغات الآخرى بِمُجرد تَحدثُهم لِلُغة تلك الثقافة